بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السيد وزير التجهيز والماء، السيد نزار بركة،
السيدة وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة
السيد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات
السيدة ممثلة وزير الشباب والثقافة والتواصل ،
السيد الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة،
السيدة الكاتبة العامة لوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني،
السادة رؤساء ومدراء المؤسسات الوطنية،
السادة رؤساء الجمعيات الشريكة،
الإخوة رؤساء الجمعيات الكشفية المنضوية تحت لواء الجامعة،
الإخوة والأخوات الرؤساء السابقين للجامعة الوطنية للكشفية المغربية،
الأخوات والأخوة أعضاء المكتب الجامعي
الإخوة المكرمون،
الإخوة والأخوات المؤتمِرون،
ضيوفنا الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في هذه اللحظة المضيئة من مسارنا الكشفي، ونحن نلتئم في رحاب المؤتمر الوطني الكشفي الرابع عشر، لا يسعني إلا أن أستهل كلمتي بكلمات الشكر والعرفان لكل من لبى دعوة الجامعة وآمن بمسيرة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية وساهم، من موقعه، في دعمها ومواكبتها.
لقد كانت السنوات الثلاث الماضية محطة حافلة بالتحديات والتحولات، لكنها أيضًا فترة توهجت بإنجازات نوعية شكلت منعطفًا بارزًا في مسارنا الكشفي. ولولا انخراط شركائنا من القطاعات الحكومية، والمؤسسات الوطنية، والقطاع الخاص، وجمعيات المجتمع المدني، لما تحقق ما تحقق.
إن العمل الكشفي، كحركة تربوية تطوعية، يستمد قوته من البيئة المؤسسية الداعمة، وقد حظيت جامعتنا، ولله الحمد، بثقة ودعم شركاء وازنين، مكنونا من مواصلة أداء رسالتنا في بناء جيل مواطن، واعٍ ومسؤول.
- مع القطاع الوصي: وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تمكّنا من تعزيز قدرات أطرنا الكشفية، وتوسيع دائرة أنشطتنا لفائدة الأطفال والشباب عبر ربوع الوطن، بفضل البرنامج الوطني الرائد للتخييم. وقد تميز هذا التعاون بالانتقال من مرحلة الإنجاز إلى مرحلة الاستدامة، انسجامًا مع رؤية السيد الوزير ومبادراته التي تستهدف بالأساس النهوض بالشباب وتمكينهم.
- مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، أطلقنا برامج رائدة مكنت الأطفال في وضعية هشاشة من الاندماج في الحياة الكشفية، وكانت ثمرة ذلك مشروع “الكشفية الدامجة”، الذي غدا نموذجًا يحتذى عربيًا ودوليًا.
- مع وزارة التجهيز والماء، بلورنا برامج توعوية حول ترشيد استعمال الموارد المائية، في استجابة واعية لتحدياتنا البيئية ستترجم قريبا إلى اتفاقية شراكة استراتيجية تروم التحسيس بترشيد الماء والحفاظ عليه.
- وبشراكتنا الاستراتيجية مع مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، قمنا بترسيخ يوم 26 ماي كموعد وطني للاحتفاء بالكشفية المغربية، استحضارًا للخطاب التاريخي لجلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي وضع الكشفية في قلب المشروع التربوي الوطني.
- شهدت هذه المرحلة طفرة في الدبلوماسية الكشفية، تجلت في إحياء الاتحاد الكشفي للمغرب العربي، بتنظيم مؤتمره بالدار البيضاء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهو ما عزز الريادة المغربية مغاربيًا، وكان لي شرف رئاسته.
- كما شكل المنتدى الكشفي الدولي الأول بالأقاليم الجنوبية، والذي نظم بمدينة السمارة، لحظة فارقة، جمع وفودًا من أزيد من عشر دول إفريقية وعربية، وأسفر عن “إعلان السمارة”، كخارطة طريق لتعزيز التعاون جنوب-جنوب.:
- لعب القطاع الخاص دورًا حيويًا، لم يقتصر على الدعم المالي، بل ساهم في تجويد الممارسة الكشفية، والارتقاء بجودة أنشطتنا التربوية.
- كما كانت شراكتنا مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة مثالًا حيًّا على العمل المشترك المتين، حيث ساهمنا طيلة عقدين من الزمن في إنجاح برنامج “شواطئ نظيفة”، بتعبئة أكثر من 20 ألف كشاف متطوع.

أيها الحضور الكريم
يظل ورش الوحدة الكشفية الشاملة أحد الرهانات الكبرى لمستقبل الحركة. فمنذ تولي صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد رئاسة الجامعة سنة 1997، انطلقت دينامية وحدوية جمعت بين الكشفية الحسنية المغربية، والمنظمة المغربية للكشافة والمرشدات، ومنظمة الكشاف المغربي، وهي اليوم تتوسع لتشمل جمعيات كشفية أخرى، وفق معايير واضحة من بينها:
- جودة العرض التربوي الكشفي
- الالتزام بالميثاق الكشفي
- اعتماد حكامة مؤسسية رشيدة
وسيكون من أبرز مخرجات هذا المؤتمر الرابع عشر، اعتماد نظام أساسي جديد يؤطر هذا التوجه الوحدوي، ويضمن تكافؤ الفرص، والتزام الجميع بثوابت الحركة الكشفية وقيمها.
ونحن نفتح صفحة جديدة من تاريخ جامعتنا، فإننا نرنو إلى:
- توسيع قاعدة المستفيدين من الكشفية، خاصة بالمجالات القروية والمناطق النائية
- تجديد أدوات العمل الكشفي بالاستفادة من التحول الرقمي
- تعزيز حضورنا في المحافل الكشفية القارية والدولية
- ترسيخ ثقافة الاستدامة والمسؤولية البيئية
- تطوير آليات التمويل لضمان استدامة واستقلالية القرار الكشفي
إن ما تحقق لم يكن ليرى النور دون تضافر جهود كل الفاعلين داخل الجامعة، وشركائنا في مختلف المؤسسات. وأغتنم هذه المناسبة لتجديد الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد على رعايته المتواصلة ودعمه الموصول، ولكل الجهات والمؤسسات التي ساندت مسيرتنا.
إن الكشفية المغربية، الوفيّة لقيمها، ستبقى دائمًا منفتحة على المستقبل، متشبثة بثوابتها، مستلهمة توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وماضية بخطى واثقة نحو المزيد من التألق والعطاء.
وفقنا الله جميعًا لما فيه الخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.