بسم الله الرحمن الرحيم
القادة والقائدات، أيها الحضور الكريم
يسعدني ويشرفني أن أتقدم إليكم اليوم في هذا المؤتمر الهام، بعد أن نلت ثقتكم الغالية بتزكيتي وانتخابي رئيسًا منتدبًا للجامعة الوطنية للكشفية المغربية. ولا يفوتني كذلك أن أتقدم بخالص عبارات الشكر والامتنان إلى المنظمة المغربية للكشافة و المرشدات ، على اقتراحها ودعمها لترشيحي لرئاسة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية. هذا التكليف أعتز به وأحمله بكل مسؤولية إنها مسؤولية كبيرة، أتعهد أن أتحملها بكل تفانٍ وإخلاص، في خدمة هذه المنظمة العريقة التي ساهمت لعقود في تربية الأجيال على قيم المواطنة والتضامن، والانتماء الصادق للوطن.
الكشفية المغربية: مسؤولية متجددة ومسار مستمر
كما لا يخفى عليكم لقد شكلت الحركة الكشفية، عبر تاريخها الطويل، مدرسةً رائدةً في ترسيخ المبادئ السامية وتعزيز روح المبادرة والمواطنة الصالحة بين الشباب. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى أن نواصل هذا الإرث العظيم، ونرتقي به إلى مستوى التحديات الجديدة التي تواجه مجتمعنا وشبابنا.
وتحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد حفظه الله، رئيس الجامعة الوطنية للكشفية المغربية، نؤكد التزامنا بالسير قدمًا في تعزيز الوحدة الكشفية عبر تطوير البرامج والمناهج التربوية، وتحقيق الانسجام بين مختلف مكونات الجمعيات الجامعية، تمهيدا لتحقيق الوحدة الكشفية الشاملة، ونحن مستعدون لوضع خبراتنا وتجاربنا لتوحيد المشهد الكشفي المغربي، من أجل كشفية موحدة قوية ومشرفة، تليق بالسمعة الطيبة التي يتميز بها المغرب. والتي تشكل هدفًا استراتيجيًا لحركتنا..
الإيمان بالعمل الجماعي والشراكة التشاركية
في إطار حرص الجامعة الوطنية للكشفية المغربية على ترسيخ مبادئ العمل المؤسساتي الجماعي وتعزيز النجاعة في الأداء، نتطلع باعتماد مقاربة تشاركية في توزيع المهام والمسؤوليات بين مختلف مكونات الجامعة، وذلك عبر إحداث لجان جامعية متخصصة تُعنى بتدبير المشاريع وتطوير مجالات التعاون والشراكة.
وتقوم هذه المقاربة على وضوح الأدوار وتكامل الاختصاصات، مع تحديد دقيق لمهام كل لجنة ، وفق دفتر تحملات واضح يضبط آليات التنسيق، والتتبع، والتقييم، بما ينسجم مع تطلعات الجامعة وشركائها. كما تسهر هذه اللجان على ضمان استمرارية وجودة المشاريع، بما يُعزز من فعالية التدخلات على مختلف المستويات.
الكشفية والمجتمع المدني: رؤية تنموية مشتركة
إن الكشفية ليست مجرد حركة شبابية، بل هي فاعل أساسي في النسيج المجتمعي والمدني. ونحن اليوم بحاجة إلى تعزيز دور الحركة الكشفية في خدمة المجتمع، من خلال مشاريع ميدانية تستهدف الفئات الهشة، تساهم في التنمية المستدامة، وتعمل على تحفيز الشباب للانخراط في العمل التطوعي.
وفي هذا الصدد، نسعى إلى تعزيز الشراكات مع مختلف الفاعلين المدنيين والمؤسسات الوطنية والدولية، بهدف خلق مبادرات مشتركة في مجالات التربية، البيئة، والإدماج الاجتماعي، مما يجعل الكشفية المغربية قوة اقتراحية تساهم في تطوير السياسات العمومية المتعلقة بالشباب والمجتمع المدني.
حماية البيئة ودور الكشفية في الاستدامة
إيمانًا بأهمية الحفاظ على البيئة، ستواصل الجامعة لتطوير أعمالها ضمن برنامج “الشواطئ النظيفة“، وهو أحد أبرز البرامج البيئية التي تساهم فيها كل مكونات الجامعة. وسيتحتم علينا تكثيف الجهود على نظافة شواطئنا والمحافظة عليها، وتنظيم حملات توعوية لتحسيس المواطنين بأهمية حماية بيئتنا البحرية. كما نأمل على توسيع هذا البرنامج ليشمل مجالات بيئية أخرى، مثل إعادة التشجير والمحافظة على الفضاءات الطبيعية والمائية.
الحفاظ على الثروة المائية: التزام وطني
في ظل التحديات البيئية والمناخية التي يشهدها العالم، أصبح الحفاظ على الثروة المائية من الأولويات الوطنية التي يجب أن يساهم فيها الجميع. ولهذا، لزاما على الجامعة على تنظيم حملات تحسيسية لتوعية المواطنين، خاصة الأطفال والشباب، بأهمية ترشيد استهلاك المياه، وحمايتها من التلوث والاستغلال المفرط. وذلك بإطلاق مبادرات محلية لتعزيز التربية البيئية داخل أنشطتنا الكشفية.
الكشفية الدامجة: نحو مجتمع أكثر شمولية
بما إننا نؤمن جميعا بأن الكشفية للجميع، فلزاما علينا بمساعدة مكونات الجامعة بالمساهمة في استكمال ورش الكشفية الدامجة، التي تهدف إلى تمكين الأطفال والشباب ذوي الإعاقة من المشاركة الكاملة في الأنشطة الكشفية. ولهدا سنعمل على تعزيز التأطير وتوفير برامج خاصة تتلاءم مع احتياجاتهم، لضمان انخراطهم الفعّال في الحركة الكشفية، تماشيًا مع مقتضيات الشراكة التي تربطنا مع الوزارة المعنية.
ترسيخ الجهوية واستكمال الورشات المفتوحة
تُعد الجهوية آلية استراتيجية لتعزيز انتشار الحركة الكشفية وتنمية العضوية، من خلال تقريب التأطير والتكوين من الفروع المحلية، وتمكين الجهات من لعب أدوار محورية في استقطاب الشباب وتأهيلهم، بما يساهم في توسيع قاعدة المنخرطين، وتكريس حضور الكشفية على امتداد التراب الوطني
و لهدا يجب علينا اكتمال خلق المكاتب الجهوية في جميع جهاتالمملكة، لضمان فعالية التنسيق، وتعزيز الأنشطة الكشفية في كل جهة، بما يتناسب مع خصوصياتها.
الحماية من الأذى وتقديم العناية الكاملة
إن سلامة أفراد الحركة الكشفية، سواء كانوا قادة أو منخرطين، لزاما علينا ان نعمل جاهدين على تعزيز التدابير الوقائية والاحترازية لضمان حماية الجميع من أي أذىمحتمل، سواء في الأنشطة الميدانية أو في الأنشطة الأخرى. وستخصص الجامعة برامج توعوية ودورات تدريبية حول إجراءات الحماية والسلامة، كما سنعمل على توفير الدعم الكامل للجنة الوطنية للحماية من الأذى حتى تقوم بمهامها على أكمل وجه لضمان العناية الكاملة لكل المشاركين في الأنشطة الكشفية.
التحديات الجديدة ودور الشباب الكشفي
يواجه مجتمعنا اليوم العديد من التحديات، من بينها التحولات الرقمية، التغيرات المناخية، وتحديات الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب. وهذا يفرض علينا تطوير برامجكشفية أكثر ابتكارًا وتكيفًا مع هذه التغيرات، وإعداد جيل من القادة الشباب القادرين على مواجهة هذه التحديات بوعي ومسؤولية.
وفي هذا الإطار نصبو على
تطوير برامج رقمية تعزز من قدرات الشباب في مجال التكنولوجيا والتواصل.
تقوية المنظومة الإعلامية حتى تصبح جسرا يربط الحركة الكشفية بالمجتمع، لأنها تعتبر أداة قوية للترويج مبادئها وتعزيز تأثيرها. لذا، فإن الاستثمار في تطوير استراتيجيات إعلامية فعالة يُعد ضرورة لضمان استمرار الكشفية في أداء دورها التربوي والتنموي بنجاح.
المرشدات ودورهن في الحركة الكشفية
إن المرشدات يشكلن جزءًا أساسيًا من الحركة الكشفية، ودورهن في التربية، التوجيه، والقيادة لا يقل أهمية عن دور القادة الكشفيين. ومن خلال برامج خاصة لتطوير مهاراتهن وتعزيز دورهن القيادي، سنضمن أن للمرشدات دورًا محوريًا في تقدم الحركة الكشفية المغربية. وفي هذا السياق، سنعمل على تعزيز مشاركتهن في اللقاءات العربية والدولية، لإتاحة الفرصة لهن للاستفادة من التجارب الأخرى، ولبناء شبكة قوية من التعاون والتبادل بين المرشدات في مختلف الدول، مما يساهم في إثراء تجربتهن وتنمية مهاراتهن.

ختامًا: التزامنا بمسيرة العطاء والتطوير
إن المرحلة القادمة تتطلب منا جميعًا التعبئة الشاملة والعمل بروح الفريق الواحد، من أجل تعزيز مكانة الجمعة الوطنية للكشفية المغربية كقوة تربوية وتنموية، وترسيخ دورها في بناء مستقبل أفضل لشبابنا ووطننا.
شكر وتقدير للقائد شكيب بن عياد
وفي الأخير، لا يسعني إلا أن أتوجه بأسمى عبارات الشكر والتقدير للقائد شكيب بن عياد، الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية للكشفية المغربية، على ما قدمه من جهود مخلصة وعطاء مستمر لخدمة الحركة الكشفية. لقد كان نموذجًا في القيادة والحكمة، وأسهم بشكل كبير في تعزيز مسار الكشفية المغربية وترسيخ مكانتها. فكل الشكر والتقدير له على بصماته المتميزة، والتي سنواصل البناء عليها من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لحركتنا الكشفية.
وفي الختام، أجدد شكري وامتناني لكم جميعًا، وأؤكد لكم أنني سأظل دائمًا منفتحًا على جميع الاقتراحات والمبادرات التي تصب في مصلحة الحركة الكشفية، وأدعو الجميع إلى العمل يدًا بيد من أجل تحقيق الأهداف السامية التي رسمها لنا صاحب السمو الأمير الجليل مولاي رشيد حفظه الله.
عاشت الحركة الكشفية المغربية، وعاش شبابها الواعد، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله! و ايده
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته