أخبار عاجلة

تكريم كشفي عربي في الكويت بعد رحلة 54 عامًا

بعد مرور ٥٤ سنة داخل هياكل الحركة الكشفية محليا، جهويا، وطنيا، جامعيا، عربيا وعالميا، لأول مرة أحظى بتكريم عربي من قبل مؤسسة محترمة تتجلى في الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، تكريم عربي كنت أراه في أحد الأيام بعيدا.

أما وأن هذا التكريم تحتضنه دولة الكويت الشقيقة والعزيزة على قلوب العرب بصفة عامة والمغاربة بصفة خاصة، والتي كانت في أحد الأيام مُؤملا وأُمْنِيَّة أتطلع لزيادة الوعي بها، باعتبارها تشكل جزء مهما من كيان عربي كبير مترامي الأطراف، تولدت معه رَغْبَة أكيدة، ومُرَادٌ تضاعف مع الأيام، خاصة بعد أولى زيارتي لها. والدخول في اتصال مباشر بأهلها الطيبين، ذوي النخوة، والمروءة، والأرْيَحِيِّة، والأنَفَة، والأَصَالَة، والإبَاء، والاعتزاز بالنفس، والبَسَالَة، والتَرَفُّع عن الصغائر، والحَمَاسَة، والرَصَانَة، والرُجُولة، والسَمَاحَة، والشجَاعَة، إنها العَظَمَة في عِز تجلياتها.

هؤلاء الأهل الذين يحسنون الظن بالآخرين، الشديدي التأدب معهم، المترفعين عن النزاعات والخصومات، يحبهم الجميع، ويرتاحون في التعامل معهم ومحادثتهم، خصلتهم إصلاح ذان البين، يقرّبون بين الأفئدة، همهم إدخال الابتهاج، والارتياح، والانشراح، والبَهْجَة، والسَعَادَة، والمَسَرَّة، والفرح والسرور إلى قلوب الناس جميعا.

بعد زيارتي الأولى لهذا البلد الكريم، خاصة حين وطئت قدماي أرضه الطيبة السنة الفارطة، انتابني إحساس غريب، لكنه جميل، تطور مع الأيام، ليتحول إلى عشق هذه الأرض السخية الكثيرة العطاء، الأخاذة والأخيذة، المتعددة الحواضر البارزة والظاهرة ذات القرار، المنيعة قلاعها، والمُحْكَمة حصونها، والعالية والقديمة أسوارها. وهي القلاع والأسوار والحصون الشبيبة بتلك المتواجدة بالبلاد العربية من أقصى ركنها الشرقي لشبه الجزيرة العربية الجنوبي إلى بلاد الشام شمالاً، ومن العراق شرقًا حتى بلاد المغرب الأقصى في الغرب.

إنها الكويت التي حباها الله بتاريخ حافل بالأمجاد والإنجازات المتميزة والمتعددة، وبرجال أهرامٌ، ومدارس متعددة ومتنوعة، ثَقافيا، تَعَلُّميا، تَهَذيبيا، تربويا، ناهيك عن مصانع كشفية تلبي طموحات، الفتية والشباب والشيوخ والكهول، انطلاقا من الاعتماد على النفس وتنمية القدرات والمهارات وتعزيز المكتسبات، ونقل الخبرات وتشجيع الأبحاث والدراسات، وتوثيق الوقائع الكشفية والأحداث والعمل على إشاعتها ونشر أخبارها في إطار عناوين مكتوبة، مرئية ومسموعة، في جو من الأصالة والحداثة والمعاصرة، في ظل بيئة آمنة وصحة نفسية جيدة، والعمل على نقل الخبرات، والتنسيق بأهمية المساهمة في الخدمة العامة والتنمية المستدامة، قطريا عربيا عالميا وإنسانيا.

إنها صُروح يتصف مريدوها وقياديوها وروادها ذكورا وإناثا، بالحصافة العقلية والخبرة العلمية والتجربة السياسية الهادفة والمتزنة، ميزانها البَيَان والحُجّة وبُعد النظر، وجعل ارتباط وجودها من المخيال العربي مشدود لمناهجها الأصيلة والمعاصرة، ومسحوب لمكنوناتها الخفية، لكنها لا تمانع في التقرب إليها، لتبوح بأسرارها وتصارحك بما تُضمر وما تكتم مآثرها ومعالمها السياحية، تتقدمها خزانات مياهما المعلقة، المعرفة بالأبراج، والمبنية في أواسط السبعينات من القرن الماضي، وفق تصميم للمهندس السويدي “سوني ليند ستورم”، وهو تصميم يحمل بن طياته عدة معاني مستوحاة من القواسم المشتركة للتاريخ التراثي والثقافي العربي، والتي تضرب جذورها في الأعماق، سادلة أغصانها من الخليج العربي إلى المحيط الإسلامي، وهي قواسم مشتركة تؤسس لقيام مصالح متداخلة ومتشعبة تستدعي الرعاية والصيانة من كل المكونات، بالنظر إلى جزيل الفوائد الناجمة عنها، والتنمية المستمرة التي تكفل قيام شراكة ثقافية حقيقية ومتوازية بين كياننا العربي.

أشعر بغاية السعادة بهذا التكريم.

أولا: لتمثيلي الرابطة المغربية لرواد الكشافة والمرشدات وبالتالي تمثيل بلدي المملكة المغربية بدولة الكويت، ضمن المكرمين في الملتقى الكشفي الدولي الثالث لتمكين الشباب المزمع تنظيمه تحت شعار: “قيادة وتأثير” خلال الفترة الممتدة من ١١ إلى ١٧ يناير ٢٠٢٥م، باحتضانٍ من قبل الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، والاتحاد العربي للكشافة البرلمانيين، وبتعاونٍ من الكشافة الكويتية، تحت رعاية الدكتور عبد الله طريجي رئيس اللجنة الكشفية العربية، ورئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد، ورئيس الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب.الذي أوجه له بالمناسبة تحية تقدير واحترام لجهوده المتميزة وبصماته البيضاء عي الحركة الكشفية ككل، وعلى روادها البناة.

وبالمناسبة أشكر أيضا الرابطة المغربية لرواد الكشافة والمرشدات التي رشحتني لهذا التكريم، وفخور جدا باعتماد هذا الترشيح من قبل الأمانة العامة للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات ”.

هذا التكريم في دولة الكويت، سيكون تجربة جميلة ستظل تذكرني دائما بتلك الروابط المتميزة التي تجمع المملكة المغربية بهذه الدولة البهية الكويت، روابط تجعلني أجدد اعتزازي بهذا البلد وبوطني وما حققاه البلدين من تطور وازدهار في مجال حركة الكشف”.

بقلم: د. محمد عبدلاوي

عن admin

شاهد أيضاً

الكويت تحتضن الملتقي الكشفي الدولي الثالث بمشاركة كشفية مغربية

وكالة المغرب العربي للأنباء الكويت – تحتضن الكويت، خلال الفترة من 13 إلى 17 يناير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Wordpress Social Share Plugin powered by Ultimatelysocial